أغذية تقاوم التوتر والأرق وحدة المزاج

القاهرة - هناء رأفت:
حدة المزاج والتوتر والقلق والضغوط النفسية, مشكلات صحية يمر بها أي انسان نتيجة لظروف الحياة, سواء كانت في مجال العمل أو الأسرة أو حتى في الشارع, كما يشعر بها الطالب أو الذي تؤرقه مشكلة ما, أو يمر بمرحلة نفسية صعبة مثل الحب والفراق ووفاة شخص عزيز وغيرها. واذا كان الكثيرون يخففون من وطأة هذه الأحزان باللجوء للعقاقير الطبية, فان الدراسات تؤكد أن المولى عز وجل حبانا بالكثير من الأغذية الطبيعية التي تخفف عن الانسان اشد حالات التوتر والارهاق وما يمكن أن يصاب به من الأمراض مثل الاكتئاب والاضطرابات النفسية. حول تلك الأغذية يدور تحقيق "السياسة" التالي:

تقول الدكتورة سحر سعد زغلول استشاري العلوم الغذائية: هناك الكثير من الأغذية المفيدة التي تعمل على تحسين الحالة النفسية وتساعد الانسان المتوتر في التخلص من القلق تدريجياً, وتعمل بصورة ايجابية على تحسين الحالة المزاجية له, فالمعروف أن الغذاء الصحي يعتبر من العوامل المهمة التي يجب التركيز عليها, لأنها تساعد في علاج المريض, مشيرة الى أن هناك مصادر غذائية طبيعية غنية بالحامض الأميني باعتباره الصانع الأساسي والرئيسي للناقل العصبي الذي يتحول الى مادة السيروتونين في المخ وتساعد على تهدئة الدماغ والعمل على الاسترخاء والراحة والنوم, وهي موجودة في الكثير من النشويات والحلويات والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان.
تطالب د. سحر بتشجيع المريض على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم لأن نقصه من الجسم يؤدي الى الانفعال الشديد, ومن أهم مصادر البوتاسيوم الأسماك, التونة, السلمون, الألبان, اللحوم الحمراء, المكسرات, الموز, الجزر, التمر, والبيض, مشيرة الى أهمية تناول مقادير كافية من البروتينات لأنها تقوم بتعويض الجسم عما فقده أثناء فترة الاكتئاب التي يعاني فيها الشخص من ضعف الشهية وعدم الاقبال على الأكل, كما تقلل الضغوط النفسية من مستوى الكالسيوم في الدم, لذلك ينصح بتناول الألبان ومنتجاتها يومياً.

المواد الحافظة

ينصح الدكتور أسامة حجازي, اختصاصي بقسم الصحة والتغذية السليمة, المريض بتجنب بعض الأغذية التي تحتوي على الحمضيات, والشوكولاتة, والألبان المتواجد بداخلها مواد حافظة, والأجبان, واللحوم المصنعة, وبعض المواد المضافة للأغذية مثل كلوريد ونيترات الصوديوم, والمحلي الصناعي "الاسبرتام", وأحادي الصوديوم المتواجد في مكعبات الدجاج وغيرها من المواد الحافظة, والتركيز على كل ما هو طازج.كذلك يجب على المريض الالتزام بالنظام الغذائي الجيد لمحاربة التوتر, ورفع مستويات السيروتوتين في الدماغ, والذي يوجد في النشويات, أو الكربوهيدرات التي تساعد في تحفيز الدماغ على افرازها, حيث تستغرق وقتاً طويلا في الهضم, وتساعد في تحسين الشعور بالاتزان, والراحة, والسعادة, وتعمل على استقرار مستويات السكر في الدم, وتعزيز جهاز المناعة وتخفيض ضغط الدم, موضحا أن الأطعمة التي تساعد في القضاء على التوتر والقلق توجد أيضا في الأسماك الدهنية مثل التونا والسلمون, لأنها تحتوي على نفس الخصائص والوظائف المتواجدة في العقاقير المضادة للاكتئاب, ما يساعد المريض على تهدئة أعصابه وتزيد من افراز هرمون "سيروتونين", ويفضل تناولها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
ويجب تناول "البصل والثوم" كثيرا لأنه يساعد على الاسترخاء لوجود مادة "كيرستيين" المضادة للتأكسد والالتهابات, والتي تلعب دور المسكن وتؤثر على الجهاز العصبي في الجسم بشكل ايجابي ما يساعد على الاسترخاء والنوم, كما أن "اللفت" يعد مصدرا من مصادر الكالسيوم المهدئ للدماغ, والمحفز على النوم لمن يعاني من الأرق والارهاق المستمر, وهناك أيضا الخضار المقرمش مثل "الجزر" فتناول ثمرة منه يحد من التوتر والاكتئاب, بينما يحول "القرع" الغني بفيتامين 6 والحديد والسكر المخزون في الجسم الى غلوكوز يغذي الدماغ, وكذلك الطماطم تعمل كمضاد للاكتئاب وتساعد على تقوية الذاكرة, ويحتوي"البقدونس" على فيتامينات تحسن الحالة النفسية, أما الخضراوات الورقية فهي غنية بالماغنسيوم الذي يحتاج اليه الجسم, وقلته تسبب الصداع والارهاق والتعب المستمر.
وعن أهمية تناول الفواكه يقول: دورها مميز وفعال في الحد من التوتر, فالموز مثلا يحتوي على مركب "قلويدات" أحد مصادر البوتاسيوم الطبيعية, الذي يعمل على خفض ضغط الدم, و"التين" يحتوي على البوتاسيوم الضروري لزيادة اليقظة والانتباه وزيادة قوة الجسم ومقاومة الشعور بالكسل والنوم, و"البرتقال" يحتوي على فيتامين سي ويقاوم التوتر والارهاق, ويعمل على تقوية جهاز المناعة, مؤكدا على أهمية تناول الشوكولاتة باعتدال لأنها تفرز بعض المركبات التي تساهم في تنشيط الجهاز العصبي, وتحد من الاكتئاب والقلق لأنها ترفع مستويات هرمون "الأندورفينير", أما "عسل النحل" فيمد الانسان بالطاقة والحيوية ويحافظ على مستويات السكر في الدم, ويقلل من هرمونات التوتر. وبالنسبة للمكسرات فهي غنية بالدهون التي يحتاجها الجسم, كما تساعد في تخفيض الكولسترول وتقليل الالتهابات في شرايين القلب, وخفض احتمالية الاصابة بالسكري, كذلك تحتوي على فيتامينات تدعم الجهاز المناعي, وتواجه التوتر والقلق وتخفف من الضغوط النفسية.
الوجبات السريعة

وعن المشروبات التي تساعد في الحد من التوترات العصبية والقلق يقول د. محيي الدين الليثي الباحث بالمركز القومي للبحوث, توجد في "البردقوش" وله تأثير مسكن ومضاد للاكتئاب, وكذا "الزنجبيل" الذي يساعد في الحد من التوتر والصداع, وشاي "البابونج" الذي يساعد على الاسترخاء والراحة ويعالج الصداع, و"الليمون" الغني بفيتامين سي ويحافظ على كثافة خلايا كريات الدم الحمراء ويقاوم التعب والارهاق, و"الحليب" يزيل أي شعور بالارهاق والاجهاد وتخطي الاكتئاب بفضل الكالسيوم المتواجد فيه بوفرة, ويفضل تناوله قبل النوم فهو علاج طبيعي جيد لصعوبة النوم, كما أن"الشاي الأسود" يعمل على التعافي بسرعة من التوتر والاكتئاب.

نصائح

وتقدم الدكتورة هبة العيسوي, أستاذ الطب النفسي, بعض النصائح والارشادات التي تتعلق بكمية الطعام ونوعيته والحالة المزاجية للتخفيف من الضغوط النفسية, منها التقليل من الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون فتساعد على الاصابة بالاكتئاب, وتناول الوجبات الخفيفة الليلية التي تساعد على النوم بصورة أفضل مع مراعاة أخذ قسط كاف من النوم, والابتعاد عن الوجبات الثقيلة لأنها تسبب حرقانا في المعدة, والاكثار من شرب الماء لأن قلة السوائل تؤدي الى جفاف الجسم وهو ما ينتج عنه الشعور بالارهاق والتعب والضغط النفسي. كذلك فان تناول حبوب زيوت السمك يساعد على منع أي التهابات, والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام, وتجنب الكربوهيدرات البسيطة مثل المشروبات الغازية والحلويات التي تساعد على تقلب المزاج, ناصحة بممارسة بعض التمارين الرياضية يومياً للمساعدة في تخفيف الضغوط النفسية, ومنع الشعور بالقلق والارهاق, لأن الرياضة عموما تخفف من ضغط العضلات, وتساعد على الاسترخاء والراحة.