تأتي كثير من السيدات وخصوصاً كبيرات السن إلى العيادة وهن يشكين من تورم وانتفاخ في الساقين والقدمين بالإضافة إلى آلام في الركبتين والساقين، وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء النسوة تكون لديهن درجات مختلفة من خشونة الركبة وهشاشة العظام تكون مسؤولة عن الآلام، إلا أن تورم القدم والساق ليست له علاقة بالخشونة والهشاشة وانما يكون ناتجاً عن تجمع للسوائل الزائدة في الجسم في هذه المناطق.
هذا التورم يزداد خلال اليوم ومع تدلي الساقين لفترات طويلة عند السفر بالطائرة مثلا، وعلى الرغم من أن المريضة قد تعتقد انه ناتج من أمراض العظام، إلا انه يكون في معظم الأحيان نتيجة خلل في الدورة الدموية أو الدورة اللمفاوية في الساقين أو نتيجة خلل في وظائف الكبد أو وظائف الكلى أو نتيجة ارتفاع ضغط الدم أو قصور في وظائف القلب. ومن هذا المنطلق فإنه يتم تحويل هؤلاء المرضى إلى طبيب الأمراض الباطنية لاكتشاف وعلاج السبب في هذا التورم. أما في الحالات القليلة التي لا يكون لها سبب واضح فإن العلاج يكون عن طريق استخدام الجوارب الطبية وعمل جلسات وتمرينات لتنشيط الدورة الدموية وتجنب الجلوس لفترات طويلة مع تدلي الساقين والحرص على الفحص الدوري للساقين.
استشاري العظام والعمود الفقري
فهناك ثلاثة أشكال لانتفاخ الساقين، فإذا كانت الساقان ممتلئتين وعادة ما يكون ذلك في العائلة فتكون حجم الساقين من النوع الممتلئ بالشحوم والدهن، وكثيرا ما يتجمع في مناطق معينة من الساق، وخاصة حول الكاحلين، وأحيانا مع الوقوف الطويل يزداد حجم هذه التجمعات الدهنية وتخف مع الراحة، فهذه علاجها تنزيل الوزن ولا يوجد علاج آخر، وحجم القدمين في هذا النوع يكون طبيعيا.
النوع الثاني: الانتفاخ الليمفاوي وهذا عادة يكون مترافقا مع تورم في القدمين نتيجة انسداد أو تضيق في الأوعية الليمفاوية، وهذا علاجه بالعلاج الطبيعي.
النوع الثالث: ويكون نتيجة احتباس في الماء وورم في القدمين، ثم يرتفع ويزداد مع الوقوف، وفي هذا النوع عندما تضغط على منطقة الساق فإنه يترك انخفاضا في الجلد مشيرا إلى احتباس الماء، وهذا لا يكون في النوعين السابقين، وهذا النوع يكون من عنده دوالي أو مع السمنة أو من يعاني من مرض في الكليتين والكبد أو القلب - وغالبا فأنت لا تشتكين من هذه الأمراض - أو من يتناول الأدوية المسكنة، فهذه أيضا تحتبس الماء أو أدوية أخرى