بنت الدعوه عضو جديد
عدد المشاركات : 18 عدد المواضيع : 6 تاريخ التسجيل : 31/12/2011
| موضوع: أداب النوم - لفضيلة الشيخ أبو جابر عبد الحليم توميات حفظه الله السبت يناير 14, 2012 9:09 am | |
| [center][center]الأدب الأوّل: الوتر قبل النّوم الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: فمن الآداب الّتي جاء الإسلام بالتّرغيب فيها، والتحلّي بها: آداب النّوم. وإنّ الدّاعي للحديث عن آداب النّوم أمران: الأمّر الأوّل: أنّه من نعم اللهتعالىعلى عباده. وحيثما كانت النّعمة، وجبَت رعايتها حقّ الرّعاية، والاعتناء بشكرها حقّ العناية، قال الله تعالى مانّا على عباده:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [القصص:72]، وقال عزّ وجلّ:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً} [الفرقان:47]، وقال:{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} [النبأ:9]. الأمر الثّاني: النّوم أخو الموت. فينبغي للمسلم أن يكون متقيّدا بشريعة الله في نومه؛ لأنّه يبيت قريبا من الموت، وقد سمّى الله تعالى النّوم وفاةً، فقال:{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام من: 60]، وقال عزّ وجلّ:{اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر:42]. وفي الحديث الّذي رواه أبو نعيم في "الحلية" وغيره عن جابِرٍ رضي الله عنه أنّ النّبِيَّ قالَ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( النَّوْمُ أَخُو المَوْتِ )) ["السّلسلة الصّحيحة" (1087)]. فمن هذه الآداب: 1- الوتر قبل النّوم: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرَةَ رضي الله عنه قال: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلّى الله عليه وسلّم بِثَلَاثٍ: (( صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْالضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ )). وروى مسلم عن أبِي الدّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ: أَوْصَانِي حبيبي صلّى الله عليه وسلّم بِثَلَاثٍ لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: (( بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ )). وإنّ الله وتر يحبّ الوتر، فما أحسن أن يَختِم العبد يومه بما يحبّه الله عزّ وجلّ ! ولعلّ اللهَ أن يجعله خاتمة أعماله. فائدة: قد يوتر أحدنا ثمّ يبدو له أن يصلّي ما تيسّر له بعدما أوتَر، فذلك جائز، والدّليل على الجواز ثلاثة أحاديث: الأوّل: ما رواه مسلم والنّسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كَانَصلّى الله عليه وسلّميُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي ثَمَانَرَكَعَاتٍثُمَّ يُوتِرُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ". الثّاني: ما رواه أبو داود عن طلقِ بنِ عليٍّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ )). وإنّما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك فيمن أراد أن يصلِّي بعد الوتر، فليس له أن يُصلِّي الوتر مرّة أخرى. الثّالث: ما رواه الدّرامي وابن خريمة عن ثوبانَ رضي الله عنه قال: كنّا مع االنّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فقال: (( إِنَّ هَذَا السَّفَرَجَهْدٌ وَثِقَلٌ، فَإِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَإِلاَّ كَانَتَا لَهُ )) وإسناده جيّد. أمّا الحديث المتّفق عليه: (( اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا )) فهو يدلّ على الاستحباب؛ لما ذكرناه من الأحاديث، وأنّ المقصود: أن لا يدَع المسلم الوِترَ إذا صلّى صلاة اللّيل. والله أعلم وأعزّ وأكرم.[/center] [/center] | |
|
نور الهدى مؤسس المنتدى
عدد المشاركات : 1086 عدد المواضيع : 628 تاريخ التسجيل : 14/07/2011
| موضوع: رد: أداب النوم - لفضيلة الشيخ أبو جابر عبد الحليم توميات حفظه الله الأحد يناير 15, 2012 11:33 am | |
| جزاكِ الله خير الجزاء ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل ... | |
|