علاء العجبيى الدعم الفنى
عدد المشاركات : 732 عدد المواضيع : 291 تاريخ التسجيل : 18/07/2011
| موضوع: كن صحابيا فى توبتك الأربعاء يوليو 27, 2011 12:11 am | |
| بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
الصحابة والتوبة
الصحابة هم أفضل الأجيال على الإطلاق، جاء ذلك تصريحا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
والأحاديث في هذا الأمر أكثر من أن تحصى، أحاديث كثيرة جدا، أثبتت الخيرية لهذا الجيل، وأنه أفضل من كل أجيال الأرض
سمات التوبة عند الصحابة
- التوبة من قريب
فالسمة الأولى شيء كان واضح جدا، وهي التوبة من قريب، لم يكن هناك إصرار على المعصية عند الصحابة، كان إذا ضعف،
وارتكب ذنبا، أفاق سريعا، وتاب إلى رشده، وعاد إلى الله عز وجل، وهذا كان يوجب له المغفرة الكاملة من الله عز وجل،
يقول ابن عباس رضي الله عنهما:
لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار.
هناك مثل لطيف يقوله الإمام الغزالي رحمه الله في إحياء علوم الدين،
يقول: إن قطرات الماء الصغيرة إن وقعت على حجر، ولكن بصورة متتالية، وعلى فترة طويلة من الزمن، فإنها تؤثر
في حين إذا جمعت هذه القطرات كلها في دلو واحد وسكبتها مرة واحدة على الحجر لا تؤثر في الحجر.
إذًا لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار.
لذلك الله عز وجل يفتح باب التوبة باستمرار لكل البشر حتى تعود إليه في الوقت الذي تذنب فيه،
فلا تؤجل التوبة لأن باب التوبة مفتوح في كل وقت،
روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي موسى الأشعري رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ.
وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ.
حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مَنْ مَغْرِبِهَا.
حتى العلامات الأخيرة من يوم القيامة.
فالصحابة كانوا يعلمون أن التوبة المتقبلة حقا هي التي يسرع بها الإنسان المخطئ إلى الله عز وجل،
وذلك مثال لقوله سبحانه وتعالى:
[إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا]
عدم تبرير الذنب
السمة الثانية الهامة جدا أيضا هي عدم تبرير الذنب، وعدم الجدل فيه، فعندما أذنب، وعرف بأنه قد أذنب، لا بد وأن يتوب
بسرعة من غير أن يجادل، يقول لك، والله أنا لم أخطئ، وكثير من الناس لا يريد الظهور بمظهر المذنب أمام الناس، لا يفقه
أهمية النصيحة في إصلاح الفرد والمجتمع، فالمسلم مرآة أخيه، وإن أنت أذنبت ففكر في الذنب بدلا من أن تفكر في الجدال
وتظل تبرر صورتك أمام الناس ، وكثيرا ما نرى بعض الناس يبررون جرائم خطيرة، وكبيرة يبررون الاختلاس من أموال
الدولة، ويبرررون الظلم الذي يقع على خلق الله عز وجل، ويبررون السباب، والشتائم، والقذف، والغيبة، ويبررون كل
جريمة، وإن عظمت، وتبرر كل معصية وإن كانت مثل ضوء الشمس، ولكن الصحابة لم يكونوا كذلك، فالصحابة ما كانوا
يجادلون في ذنوبهم أبدا، ولا يبررون معاصيهم إلا بالتبرير الذي كانوا يعتقدونه أحيانا، فلو ظهر لهم الحق اتبعوه
مباشرة دون تردد، والصحابة كانوا يرحبون بمن كان يهدي إليهم عيوبهم
- تعظيم الذنب ولو كان صغيرا
السمة الثالثة سمة تعظيم الذنب، ولو صغيرا، وهو عكس ما يفعله كثير من الناس، فمعظم الناس يُهَوّن الذنب مهما عظم،
لكن الصحابة كانوا يعظمون الذنب مهما صغر، انظر إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه
كان يقول كما جاء في صحيح البخاري:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس تحت جبل يخاف أن يقع عليه.
المؤمن يتخيل الذنب كالجبل كأن الجبل سيقع.
وإن الفاجر يرى ذنوبه، كالذباب مَرّ على أنفه، فقال به هكذا. وأشار بيده فوق أنفه.
أي قد أذهب الذباب بيده، وهذا يدل على الاستهانة بالذنب.
وانظر إلى أنس بن مالك رضي الله عنه، وأرضاه كيف كان مفهومه عن الذنب؟
قال أيضا في صحيح البخاري:
إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر.
أي أنتم ترونها شيئا بسيطا جدا، أدق من الشعر.
وإنا كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات المهلكات.
أمر ضخم جدا، وفرق واضح هائل بين جيل الصحابة، والجيل الذي لحق كما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه،
أنهم كانوا يفرقون بين عظم الذنب، وصغره بحسب قوة الإيمان، فما بالكم بالأجيال التي تلت كلام أنس بن مالك،
وكان بلال بن سعد رحمه الله كان يقول:
لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
اتباع السيئة بالأعمال الصالحة
السمة الرابعة من سمات توبة الصحابة، هي اتباع السيئة بعمل حسن بعدها، فيبطل أثر السيئة، إلى هذا المعنى
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
عن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بَخُلُقٍ حَسَنٍ.
هذه نصحية غالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي ذر، وإلى الأمة جميعا، وهذا المعنى كان واضحا جدا في حياة
الصحابة، مجرد أن الإنسان يذنب يحاول أن يتبع الذنب بحسنة، حتى يعادل هذه السيئات التي تحملها بعد ارتكابه الذنب،
انظر إلى الموقف الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها.
وفي رواية:
أصبت منها قبلة.
يعني ارتكب معها شيئا، ولكن لا يستوجب حد الزنا، فهذا الرجل يشعر أنه فعل جريمة كبيرة جدا،
فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت.
فقال عمر:
لقد سترك الله، لو سترت نفسك.
لكن الرجل من داخله يريد التوبة من الذنب.
فقال عبد الله بن مسعود راوي الحديث، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ينتظر الوحي لهذه النقطة، فقام الرجل
، فانطلق، وهو يتألم من الذنب الذي فعله فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه،
وقال له: ارجع ثانية. وقرأ عليه هذه الآية، سبحان الله نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية
تحل موقف هذا الرجل، وموقف الذين يفعلون مثله، أي ذنب من الذنوب.
وقرأ عليه قوله تعالى في سورة هود:
[وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ]
عدم القنوط من رحمة الله
الأمر الخامس والأخير في سمات التوبة عند الصحابة أنهم لم يكن عندهم قنوط أبدا، مهما عظم الذنب ليس هناك يأس
من رحمة الله سبحانه وتعالى أبدا، حجتهم في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ لَتَابَ عَلَيْكُمْ.
سبحان الله، وفي رواية:
حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
ولم يذنب إنسان هذه الذنوب الكبيرة، والضخمة جدا، فكل الذنوب يتوب الله سبحانه وتعالى على الإنسان منها،
ما دامت هناك توبة نصوح.
روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:
إن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا، وأكثروا، وزنوا، وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم وقالوا:
إن الذي تقول، وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة.
نحن فعلنا جرائم كثيرة جدا، هل ندخل في الإسلام والله يعفو عن كل هذا؟ فنزل قول الله عز وجل:
[وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)
يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمً]
{الفرقان:68: 70} .
و قول الله تعالى:
[قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ]
{الزُّمر:53 | |
|
قدوتى خديجة عضو نشيط
عدد المشاركات : 192 عدد المواضيع : 306 تاريخ التسجيل : 29/07/2011
| موضوع: رد: كن صحابيا فى توبتك الأربعاء أغسطس 24, 2011 5:36 am | |
| بارك اللــــــــــــــــــه فيك وفيما كتبت... | |
|
أم أنس عضو نشيط
عدد المشاركات : 142 عدد المواضيع : 190 تاريخ التسجيل : 10/09/2011
| موضوع: رد: كن صحابيا فى توبتك الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:36 am | |
| جزاكم الله خيرا أخي الكريم | |
|