السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شهر رمضان منحة عظيمة من الكريم الحنَّان المنان ، والمسلمة الذكية هي التي تُعد له العُدَّة قبل وصوله المبارك .....تماماً كما تُعد العُدَّة لاستقبال ضيف عزيز وتهيى نفسها وأسرتها ومنزلها، وتنسق قائمة الطعام والحلوى والمشروبات ،والزهور والعطور والبخور ؛ وغير ذلك .
فهل هناك ضيف أعز وأكرم وأبرك وأجمل من رمضان الذي يزورنا مرة واحدة في العام؟!!
ولعل مما يزيد من أهمية هذا الضيف ، أننا لا ندري هل ندركه العام التالي ليزورنا محمَّلاً بالعطايا الربَّانية والمنح الإلهية والنفحات النورانية ، أم لا .... أعاننا الله وإياكن يا غاليات على اغتنام الفرصة ، وعقد النية على طاعة الله بكل قلوبنا وعقولنا وأرواحنا وجوارحنا ؛ فإن لم نبلغه أو حدث ما يمنع ما نوينا على فعله .... بلَغنا الأجر بالنية إن شاء الله .
ومن المعلوم ان فترة الحيض تعد فترة إرهاق نفسي وبدني للمرأة ، يعطيها فيها الكريم المنان فترة راحة، بالإضافة إلى أجر ما اعتادت أن تفعله من الطاعات ، او ما عقدت النية على فعله من صيام أو تلاوة قرآن أو قيام لليل ، وغير ذلك من المحظور عليها .
إلا إن هذا لا يمنع المرأة الحريصة على رضوان ربها ورفع درجاتها في الجنة من أن تطمع في المزيد من الأجر والثواب ورحمة الرحيم الرحمن .
ومن الهم أن تعد المرأة نفسها قبل وصول فترة الحيض بخمسة أيام تقريباً بأن تتناول أقراص الحديد المناسبة لها (بعد سؤال الطبيب المختص)لأن الحيض يقلل هذا العنصر من الجسم ، وبالتالي يكون هذا تعويضاً لها وإعانة على ان تكون بصحة أفضل في فترة الحيض، أو يمكنها التركيزعلى الأطعمة الغنية بالحديد قبل وصول الحيض .
وفي فترة الحيض –غالباً بعد اليوم الثاني منها-يمكن للمسلمة الذكية أن تنجز الكثير من الأعمال ليس فقط لتنال الأجر وإنما لتوفر وقتها في رمضان بعد انتهاء الحيض ، بشرط أن تخطط لذلك وتنظم وقتها قدر المستطاع، ثم تنال قسطاً من الراحة حتى تكون نشيطة بعد انتهاء الحيض.
وفيما يلي مخطط مقترح للمرأة الحائض في رمضان يعقبه كيفية التنفيذ في شكل يوميات :
ما تفعله المرأة لنفسها :
- الاستماع للقرآن الكريم لمراجعة ما تحفظ أو تثبيته ، أو لمجرد الاستماع إليه لتنال الأجر ،أو للشعور بالراحة والاطمئنان ؛ أو تلاوته سرا ًمما تحفظ .
- التسبيح ، والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة ، وغير ذلك من أشكال الذكر .
- حضور صلاة التراويح (إن لم يكن هناك من أولاد الجارات من يحتاجها) وذلك في مكان مستور خارج المسجد لتنال البركة وتستفيد من الرحمات المنزَّلة على المصلين ، وتؤمِّن على دعاء الإمام ، وكذلك تنتفع بالخطبة .
ما تفعله لأهل بيتها :
- تجهيز الكثير من الخضروات وحفظها بالمبرد لتيسير طهيها بعد فترة الحيض ،والكثير من الفواكه أيضا لإعداد العصير بسهولة وسرعةوقت الحاجة .
- شراء ملابس العيد للأولاد لتوفير وقت ما بعد الحيض.
ما تفعله لأرحامها وصديقاتها
-دعوة الأهل والاصدقاء على الإفطار لتنال أجر تفطير الصائم، وذلك بنية صلة الرحم وإطعام الأتقياء ، وإدخال السرور على قلوبهم ، مع التنويه- بلطف - إلى أن الدعوة ممتدة حتى موعد صلاة التراويح حتى لا يتحرج زوجك وأولادك من الذهاب إلى الصلاة والضيوف لازالوا موجودين عندكم .
ما تفعله لجيرانها :
عمل خطة مع الجارات الموثوق بهن بحيث تبقى كل واحدة منهن مع أطفال بقية الجارات اللواتي يذهبن لصلاة التراويح ، هذا الوقت يمكنها أن تقضيه في رواية القصص الهادفة للأطفال، و****د الأناشيد التي تعين على حب الله عز وجل، وحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحب القرآن الكريم، وحب الصيام، وحب الإسلام كدين وعلى الروابط التالية يمكن أن تجد مقالات نافعة حول هذه المواضيع وهي تحتوي على أناشيد وقصص للأطفال في مختلف الأعمار :
كيف نعين أطفالنا على حب الله تعالى
وهكذا يمكننا أن نضع محتويا ت هذه الخطة في اليوميات التالية:
في موعد السحور :تعد السحور للأسرة وتوقظ النائمين ، وبعد أذان الفجر تتوضأ(لأن الوضوء خيرٌ كله يريح النفس والبدن ) ، ثم تنام لترتاح وهي تسبح الله وتذكره بأذكار الصباح وتدعوه سبحانه ان يبارك لها في وقتها وجهدها وأسرتها ، وكل ما تملك .
في الصباح:
تستيقظ نشيطة لتجهيز الإفطار(لتستفيد من بركة وقت الصباح فتنجز كل ما تتمناه بإذن الله ) وهي تستمع إلى شريط قرآن كريم ،أو درس مفيد، وبعد أن تنتهي منه تستطيع مشاهدة البرامج المفيدة في القنوات الفضائية ،مثل قناة الرسالة وإقرأ والمحور مثلاً (ينبغي أن تعد جدولاً بالبرامج الهادفة مع مواعيدها لكي تتوفر وقتها )
في وقت الظهيرة : تتوضأ حين يؤذَّن لصلاة الظهر، ثم تسبح تسبيحات ما بعد الصلاة حتى لا يقسو قلبها من قلة الذكر وتنال أجر الذكر المضاعف في رمضان، بعد ذلك يمكنها قضاء حوائجها خارج المنزل من توزيع صدقات، أو تمر، أو أكياس الطعام للمحتاجين ، أوشراء مطويات وأشرطة دعوية، أو أدوات نظافة وبخور لمسجد الحي ؛ فإن لم تحتج للخروج يمكنها تجهيز بعض الخضر والفاكهة وحفظها في المبرِّد.
في وقت العصر :
تتوضأ حين يؤذن لصلاة العصر، ثم تسبح تسبيحات ما بعد الصلاة ، مع أذكار المساء .
ثمم تتهيأ لإعداد مائدة الإفطار وهي تستمع إلى القرآن الكريم في المطبخ أو إلى درس مفيد ، ويقوم الإولاد بمعاونتها في فرش وتجهيز المائدة .
في وقت المغرب:
تتناول الإفطار مع الأسرة والضيوف إن وجدوا ثم تقوم بمساعدة الأولاد في إعادة الأطباق وأدوات الطعام إلى المطبخ وغسيلها ،وهي تستمع إلى القرآن الكريم أو تذكر ربها بلسانها أوفي سرها .
في وقت العشاء:
- تتوضأ حين يؤذن لصلاة العشاء، ثم تسبح تسبيحات ما بعد الصلاة .
-تجمع أولاد الجارات اللواتي ذهبن للصلاة، وتحكي لهن القصص وتغني معهم الأناشيد وهي تحتسب أجر:
رعاية أولاد المصلين،
وتيسير أمر صلاتهن وهن مطمئنات على أولادهن ،
وأجر الدعوة إلى الله ،
وأجر تأليف القلوب للإسلام .
-أو تذهب للاستماع إلى صلاة التراويح( إن لم تكن جاراتها يحتجنها للبقاء مع أولادهن ) وتأخذ معها كيس من الحلوى أو التمر( لتأليف قلوب الأطفال الذين يصحبون أمهاتهن)، بالإضافة إلى المطويات والأشرطة والملصقات الدعوية لتوزيعها .
بعد صلاة التراويح :
يمكنها شراء ملابس العيد للأولاد، أو صلة الأرحام ،أو عيادة المرضى ، أو متابعة درس مفيد بالتلفاز،أومجرد النوم للراحة والاستجمام ، وهي تذكر ربها وتحمده حتى يغلبها النوم
أدعو الله العلي القدير أن يُصلح نيَِّاتنا وأعمالنا وذُرِّياتنا ،
وان يبارك لنا في أوقاتنا ،
إنه على كل شيء قدير
آمين