الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولاً منهم، يسوسهم بكتاب الله سبحانه وتعالى ويمسكهم بحبله المتين ، فأتم به النعمة ، وأكمل به الدين ، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء ، وقائد الغر المحجلين ، نبينا محمد بن عبد الله ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله ، سرمداً ، إلى يوم الدين .
انتشرت في الأونة الأخيرة الوسائل الدعوية وتعددت وتنوعت ولوحظ أيضا ظهور العديد من الأخوات الداعيات واختلفت أنشطتهن الدعوية وأسلوبهن الدعوي مما كان له الأثر الكبير في هداية العديد من الناس بفضل الله تعالى لكن كانت هناك بعض الأخطاء والمأخذ على بعض تلك الداعيات قمت بكتابتها وتدوينها وهي جهد شخصي فان أصبت فيه فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ونسأل الله عز وجل ان يجنبنا الخطأ والزلل .
أبدأ بتلخيص هذه الأخطاء بعون الله عز وجل:
الغرور الدعوي :
نجد كثيرا من الأخوات حافظة لكتاب الله عز وجل وفضلها وميزها الله عن كثير من خلقه بشهادات علمية ودينية ودورات شرعية وعندها الأسلوب المقنع في الدعوة فتوثر بسهولة في كل من يراها ويسمعها لكن في نفس الوقت نجد هذه الأخت مغرورة بنفسها ، تتعامل بكبرياء مع الحضور ومع طلبتها ، ولابد من تكرار كلمة أنا في محاضراتها كثيرا ، فتارة تمتدح شهاداتها وعلمها وتارة أخرى تمتدح أسلوبها وتميزه عن غيرها..... وكأنه والعياذ بالله لم يخلق داعية غيرها على وجه الأرض.
نصيحتي للداعية المغرورة:
تذكري يا أختي ان من تواضع لله رفعه . تواضعي يا أختي ، فالتواضع أسهل الطرق لدخول قلوب الناس ولوصول غاياتك وأفكارك الدعوية لهم وبالتالي سهولة التأثير فيهم .
الجهل الدعوي:
قد تكون الداعية ماهرة في الدعوة ، أسلوبها مقنع ، ينجذب له الكثير من الناس ، لكن مع هذا تكون الداعية كثيرة الأخطاء بسبب استشهادها بأية غير متمكنة من حفظها تماما ، أو غير متيقنة من صحة الأحدايث النبوية فتستشهد بأحاديث ضعيفة أو منكرة .
نصيحتي لهذا النوع من الداعيات :
تأكدي من صحة الأحدايث النبوية ومن حفظك للأيات وقومي بكتابة محاضرتك قبل إلقائها وأثناء الالقاء ضعيها أمامك حتى تستعيني بها عند نسيانك لأمر ما ولا حرج أبدا في ذلك.
الجرأة الدعوية:
هنا تتجرأ الداعية على الأفتاء واطلاق الاحكام الشرعية دون التأكد من حكمها الشرعي ومن جوازه أو عدمه ، فتخجل أن تقول لا أعرف أو لا علم لي بهذا الحكم ، فتظهر نفسها أمام الجميع انها فقيهة عصرها وعالمة زمانها.
نصيحتي لهذه الداعية:
ليس عيبا أن تقولي لا أعرف لكن المعيب والمخجل أن تتجرئي على تحليل ماحرم الله وتحريم ماحلله ووضع نفسك شريكة مع الله عز وجل في تشريع الأحكام !! ، لا تخجلي من الناس بل اخجلي من رب الناس وتذكري قوله تعالى
(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاعٌ قليلٌ ولهم عذاب أليم)
توبي الى الله وتذكري الوعيد الذي توعد به كل من قال على الله مالا يعلم.
[/size]