كيف نربي أولادنا تربية إسلامية صحيحة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.أما بعد:
قال الله
- -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} (سورة التحريم).
الأم والأب والمعلم والمجتمع
مسئولون أمام الله عن
هذا الجيل، فإن أحسنوا تربيته سعد وسعدوا في الدنيا والآخرة،
وإن أهملوا
تربيته شقي، وكان الوزر في عنقهم، ولهذا جاء في الحديث: " كلكم راع،
وكلكم
مسئول عن رعيته " متفق عليه
فبشرى لك أيها المعلم بقوله - صلى
الله عليه وسلم -: " فوا لله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير
لك من حمر النعم " رواه البخاري ومسلم
وبشرى لكما أيها الأبوان بهذا
الحديث الصحيح: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقه
جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم
فيكن
إصلاحك لنفسك أيها المربي قبل كل شيء، فالحسن عند الأولاد ما فعلت،
والقبيح ما
تركت، وإن حسن سلوك المعلم والأبوين أمام الأولاد أفضل تربيه لهم
1- تعليم
الطفل النطق ب" لا إله إلا الله، محمد رسول الله"
وإفهامه معناها عندما يكبر.
2- غرس محبة الله والإيمان به في قلب الولد،
لأن الله خالقنا ورازقنا ومغيثنا وحده لا شريك له.
3- ترغيب الأولاد في
الجنة، وأنها لمن صلى وصام وأطاع والديه، وعمل بما
يرضي الله، وتحذيرهم من
النار وأنها لمن ترك الصلاة وعق والديه، وأسخط
الله، واحتكم لغير شرعه، وأكل
أموال الناس بالغش والكذب والربا وغيرها.
4- تعليم الأولاد أن يسألوا الله
ويستعينوا به وحده لقوله - صلى الله عليه وسلم - لابن عمه: " إذا
سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ". رواه الترمذي وقال حسن
صحيح
تعليم الصلاة
1- يجب تعليم الصبي
والبنت الصلاة في الصغر ليلتزماها عند الكبر لقوله - صلى الله عليه وسلم - في
الحديث الصحيح: " علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم
عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا يينهم في المضاجع" صحيح رواه أحمد "
والتعليم يكون بالوضوء والصلاة أمامهم، والذهاب بهم إلى المسجد
وترغيبهم
بكتاب فيه كيفية الصلاة لتتعلم الأسرة كلها أحكام الصلاة، وهذا مطلوب
من
المعلم والأبوين، وكل تقصير سيسألهم الله عنه.
2- تعليم الأولاد
القرآن الكريم، فنبدأ بسورة الفاتحة والسور القصيرة وحفظ
(التحيات لله...) لأجل
الصلاة وأن نخصص لهم معلما للتجويد وحفظ القرآن
والحديث
3- تشجع
الأولاد على صلاة الجمعة والجماعة في المسجد وراء الرجال، والتلطف
في نصحنا لهم
إن أخطأوا، فلا نزعجهم ولا نصرخ بهم، لئلا يتركوا الصلاة
ونأثم بعد ذلك، وإذا
تذكرنا طفولتنا ولعبنا فسوف نعذرهم.
كيف نربي أولادنا تربيه اسلاميه
صحيحه
نريد منك أيها الوالد الكريم أن تربي ولدك لله (عزوجل ) بأن تجعله
وقفاً
لله كما قالت إمرأة عمران ( رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني
إنك
أنت السميع العليم )
فبعض الآباء يربون أولادهم من أجل أن يقال : هذا
ابن فلان أو من أجل أن يرتاح من مشاكل الأولاد ..أما نحن فلا تربيه إلا لله
إننا ينبغي أن نحرص كل الحرص على الإكثار من الدعاء لأولادنا بالصلاح
والتقوى وأن نتوجه إلى الله تعالى باالدعاء بأن يبارك في أولادنا
وأن
يحفظهم من كل مكروه وأن يصنعهم على عينه وأن يستعملهم في طاعته وفي
نصرة دينه .
ولذلك كان من دعاء عباد الرحمن ( ربنا هب لنا من أزواجنا
وذرياتنا قرة أعين
واجعلنا للمتقين إماماً ) سورة الفررقان آية 74
ينبغي أن يكثر الوالد
من الإستغفار لولده ليغفر الله ذنبه الذي اقترفه في
حق نفسه أو في حق والده
وليجمعه الله بولده في الجنة ... فهذا نبي الله
يعقوب عليه السلام يستغفر لبنيه
ويقول ( سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ) سورة يوسف آية 98
قال الإمام الغزالي ( والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة
نفيسة فإإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة )
ينبغي
أن لا تكلف ولدك شيئاً فوق طاقته حتى لا يشعر باالعجز والفشل فيؤثر
ذلك في نفسه
، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي هذا الأمر جداً في
أبناء الصحابة
.... فهذا ابن عمر ( رضى الله عنهما ) يعرض نفسه للجهاد في
غزوة أحد فيرده
النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعرض نفسه عليه مرة أخرى في
يوم الأحزاب فيقبله
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن لا يكلفه
فوق طاقته فلما كبر بعض
الشئ أجازه .
بل قال صلى الله عليه وسلم - كما عند مسلم - ( إذا أم أحدكم
االناس فليخفف
فإن منهم الصغير والكبير والضعيف المريض فإذا صلى وحده فليصلها
كيف يشاء )
وذلك من أجل ألا يكلف الناس فوق طاقتهم .
فإنه وقت نزول
الحق (جل وعلا ) إلى سماء الدنيا وهو وقت نزول الرحمات وقضاء الحاجات ومغفرة الذنوب
والزلات .
اسائل الله العظيم ان يتقبل هذا العمل